في ظِلالِ الأمْسِ
بائعٌ متجوّلٌ .. أسافرْ ..
و في أسواقِ الهمومْ ..
أبحثُ عن لهيبٍ من النّارِ يحضُنني ...
و عنْ كأسِ نسيانٍ يطفئني ...
و أعودُ ألملِمَ التّاريخَ .. مولاتي ...
لأسرقُ الحزنَ منْ عينيكِ ...
و كيفَ إذْ أسمَوني عاشقاً متسوّلاً ..
يُرمى منْ نهدٍ إلى آخرْ ..
كي يُدفنَ في شُتاتِ المقابرْ ..
***
أرحلُ هارباً من نفسي ..
ليمتزجَ البكاءُ المضطهدُ .. بابتسامةٍ خجولة ..
أبحثَ عنْ ذاتي الدفينة ..
أستحثُّ الآهاتَ في صمتي ..
مستبشراً معجزةَ الحديثِ في غدِ ..
هناكَ أستلقي و تجارتي ...
و يعلو صُراخي فوقَ المنابرْ ..
و أمضي هارباً ثائرْ ..
***
أتصفحُ أزقةَ الهوى ...
و أنهارُ جالساً فوقَ أرصفةِ الرّحمة ...
أغفو لتوِ .. لأنهضَ خائفاً ..
وكأنَّها سُرقتْ في غفوتي سلعتي ...
و أخطو مرهقاً .. أجاملُ الغفوةْ ..
ليشدّني الرّحيلُ خمسَ عشرةَ ميلاً إلى الماضي ..
و نصفُ نصفُ ميلٍ في الحاضرْ ..
حيثُ ألتمسُ الرّجاءَ منْ ساسةِ المتاجرْ ...
***
أنادي الحياءَ في ملامحِ النّسوةْ ..!!
تكلّمَني امرأةٌ عجوزْ ...
تحدّثُ فيّ مشاعري المقدسةُ بكلِّ فصاحة ...
أما جئتَ ياهذا لمنفعة الهوى ... ؟
فأنظرْ .. لذاكَ الشيب من الرجالِ ما ارتوى ...
أستغثتُ بالصّمتِ الذي قد يأبى نداءَ متسوّلْ ..
و غفوتُ في أحضانَ دميتي القذرة .. كي أكلمَها و أناظرْ ..
أنظري صغيرتي ..
أصبحتْ ألوانُ الهوى تعلو كلَّ الحناجرْ ..
***
أتسلّقُ رمالَ صحرائي القاحلةْ ..
هارباً من جليدِ الواقعْ ..
لأعومَ على أسطحِ الخجلِ عارياً ...
فالتاريخُ في الأمسِ جميلتي ..
قد حرّفَ المهنَ النبيلةَ و مزَّقَ ما بقيَ من الدفاتر ..
و قيّدني .. و أعماني .. و حوّلَ صنعتي ..
و أحرقَ الطُّهْرَ من داخلي الطَّاهر ..
فجعلني من بائعٍ متسوّلٍ ... إلى عاهرْ ...!!
***
اليومَ رُسمتْ حقائقي زَيفٌ ..
و جُمِعتِ النّساءُ في جُملةِ حرائرْ ..
اليومَ يُمحى وجودنا ... و يُسطِّرُ الهوى ..
فانظري ما أبدعَ الهوى خلفَ الستائرْ ...
هناك ترقد عجوزاً تُدنِّسُ براءةَ الصبية ..
و طفلاً يرى .. و يرغبُ .. و يثابرْ ...
و على كلِّ منبرٍ .. يباع البغي جهراً ..
فالكلُّ أصبحَ في ذاكَ الفنِّ يُحاورْ ..
و أنا البائعُ المتجوِّلُ .. مازلتُ في أمسي أسافرْ ..
بقلم الشاعر : مهند غانم الابراهيم
بائعٌ متجوّلٌ .. أسافرْ ..
و في أسواقِ الهمومْ ..
أبحثُ عن لهيبٍ من النّارِ يحضُنني ...
و عنْ كأسِ نسيانٍ يطفئني ...
و أعودُ ألملِمَ التّاريخَ .. مولاتي ...
لأسرقُ الحزنَ منْ عينيكِ ...
و كيفَ إذْ أسمَوني عاشقاً متسوّلاً ..
يُرمى منْ نهدٍ إلى آخرْ ..
كي يُدفنَ في شُتاتِ المقابرْ ..
***
أرحلُ هارباً من نفسي ..
ليمتزجَ البكاءُ المضطهدُ .. بابتسامةٍ خجولة ..
أبحثَ عنْ ذاتي الدفينة ..
أستحثُّ الآهاتَ في صمتي ..
مستبشراً معجزةَ الحديثِ في غدِ ..
هناكَ أستلقي و تجارتي ...
و يعلو صُراخي فوقَ المنابرْ ..
و أمضي هارباً ثائرْ ..
***
أتصفحُ أزقةَ الهوى ...
و أنهارُ جالساً فوقَ أرصفةِ الرّحمة ...
أغفو لتوِ .. لأنهضَ خائفاً ..
وكأنَّها سُرقتْ في غفوتي سلعتي ...
و أخطو مرهقاً .. أجاملُ الغفوةْ ..
ليشدّني الرّحيلُ خمسَ عشرةَ ميلاً إلى الماضي ..
و نصفُ نصفُ ميلٍ في الحاضرْ ..
حيثُ ألتمسُ الرّجاءَ منْ ساسةِ المتاجرْ ...
***
أنادي الحياءَ في ملامحِ النّسوةْ ..!!
تكلّمَني امرأةٌ عجوزْ ...
تحدّثُ فيّ مشاعري المقدسةُ بكلِّ فصاحة ...
أما جئتَ ياهذا لمنفعة الهوى ... ؟
فأنظرْ .. لذاكَ الشيب من الرجالِ ما ارتوى ...
أستغثتُ بالصّمتِ الذي قد يأبى نداءَ متسوّلْ ..
و غفوتُ في أحضانَ دميتي القذرة .. كي أكلمَها و أناظرْ ..
أنظري صغيرتي ..
أصبحتْ ألوانُ الهوى تعلو كلَّ الحناجرْ ..
***
أتسلّقُ رمالَ صحرائي القاحلةْ ..
هارباً من جليدِ الواقعْ ..
لأعومَ على أسطحِ الخجلِ عارياً ...
فالتاريخُ في الأمسِ جميلتي ..
قد حرّفَ المهنَ النبيلةَ و مزَّقَ ما بقيَ من الدفاتر ..
و قيّدني .. و أعماني .. و حوّلَ صنعتي ..
و أحرقَ الطُّهْرَ من داخلي الطَّاهر ..
فجعلني من بائعٍ متسوّلٍ ... إلى عاهرْ ...!!
***
اليومَ رُسمتْ حقائقي زَيفٌ ..
و جُمِعتِ النّساءُ في جُملةِ حرائرْ ..
اليومَ يُمحى وجودنا ... و يُسطِّرُ الهوى ..
فانظري ما أبدعَ الهوى خلفَ الستائرْ ...
هناك ترقد عجوزاً تُدنِّسُ براءةَ الصبية ..
و طفلاً يرى .. و يرغبُ .. و يثابرْ ...
و على كلِّ منبرٍ .. يباع البغي جهراً ..
فالكلُّ أصبحَ في ذاكَ الفنِّ يُحاورْ ..
و أنا البائعُ المتجوِّلُ .. مازلتُ في أمسي أسافرْ ..
بقلم الشاعر : مهند غانم الابراهيم